أكد رئيس ائتلاف النصر الدكتور حيدر العبادي، أن إرادة النصر والتغيير النفسي شكّلا عاملان حقيقيان للانتصار على الإرهاب. وقال في حواره خلال احتفالية الذكرى الثامنة للنصر على الإرهاب التي أقيمت في بغداد، إن مسار الانتصار قام على مجموعة تغييرات مفصلية أسهمت في قلب المعادلة وتحقيق النصر.
وأوضح أن التغيير الأول والأهم تمثل بفتوى المرجعية الدينية العليا التي أحيت إرادة النصر، لحقه تغيير داخل المؤسسة العسكرية عبر الاعتماد على قادة نزيهين ومهنيين، فالنزيه والمهني يجلب أمثاله.
وأشار العبادي إلى أن إدارة الخلافات وعدم التمييز بين المواطنين على أساس القومية أو الدين وعدم استغلال المنصب لمصلحة حزب أو طائفة، ساهم في التركيز على المعركة الأساسية. منوهاً أن لولا هذا النهج لكانت الحرب مستمرة حتى اليوم وهذا هو التغيير الثالث.
كما تطرق الدكتور العبادي إلى الأزمة المالية الخانقة التي سببت انهيار أسعار النفط آنذاك، ما استدعى تقليص امتيازات المسؤولين وإيقاف الهدر. وقال: "الناس تصبر عندما ترى عدالة في توزيع الثروة، ويمكن إدارة الدولة بأقل الموارد، فالمسألة مسألة إرادة" وكان هذا هو التغيير الرابع.
وأشار الدكتور العبادي إلى أن مسؤولية الدولة هي حماية الناس وممتلكاتهم وكرامتهم. ودول العالم تحترم القائد الذي يحترم مصالح بلده، لا من يقدم مصالح الآخرين عليها، وهذا التغيير الخامس الذي اعتمدناه في سياستنا لإدارة الدولة.
وحول الوضع الحالي، أشار العبادي إلى أن المرحلة المقبلة، بعد نجاح الانتخابات الأخيرة، تتطلب تصميماً وحسماً أسرع للملفات، ومعالجة الخلافات ديمقراطياً. داعياً إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة رغم وجود بعض الخلافات السياسية، وإلى الشفافية الكاملة في نشر الواقع المالي للعراق، موضحاً أن غياب الأرقام الدقيقة يعيق التخطيط السليم.
وشهدت الاحتفالية قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، وعرض مشاهد من أرشيف معارك التحرير، وفقرات شعرية خصصت لتخليد الشهداء واستذكار دورهم في تحقيق النصر.