نستحضر اليوم ذكرى سقوط الموصل الحدباء بيد داعش الإرهاب والهمجية، ففي العاشر من حزيران 2014 حلّت على العراق أعظم فاجعة ألمّت بالدم والكرامة والسيادة العراقية.
تعرّض العراق في 2014 لمؤامرة وجودية اشتركت بها قوى داخلية وخارجية، لهدف السيطرة على الدولة وإعادة تركيبها وفق أجندات جيوسياسية وجيوطائفية، ساعدها في ذلك سوء الإدارة والانقسام السياسي والمجتمعي وشيوع الفوضى والفساد، مما أدّى لسقوط أكثر من ثلث البلاد بيد الإرهاب الذي أمعن بالقتل والتشريد وارتكاب الفضائع بحق الشعب.
استطاع العراق وبحرب استمرت لأكثر من ثلاث سنوات أن يجهض مشروع داعش المدعوم والمخدوم داخلياً وخارجياً، وأفشل مشروعه في المنطقة والعالم، فسطّر بذلك نصراً تاريخياً بحرب نظيفة شهد لها العالم.
إنها معركة العراق التي انتصر فيها بشعبه وعلمائه وقواه وإدارته السياسية والعسكرية التي كانت تدير معركة كونية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ومخابراتياً على مستوى العراق والمنطقة والعالم.
هي معركة وجود وكرامة وثأر وطني خاضها العراق بحنكة وصمود وشجاعة أسطورية، ليثبت أنه بلد عصيّ على الاندحار والهزيمة.
إذ نستذكر هذا اليوم ذكرى سقوط الموصل الحبيبة، نستحضر أيضاً معركتنا المقدسة التي أثبتت أنّ إرادتنا عصيّة على الهزيمة، ونستحضر أيضاً أرواح الشهداء الأبرار الذين ندين لهم بالنصر، ونستحضر الجرحى والنازحين وكل مَن ساهم بالتحرير، وكل من عانى من الإرهاب الأسود.
إنّ الأمم الحيّة تستذكر انتصاراتها وهزائمها كي تستحضر عوامل النصر والهزيمة، لتستفيد منها في بناء ذاتها ونظامها وهويتها ووجودها ومصالحها.
الوحدة والتضامن المجتمعي، والنظام السياسي العادل والكفوء، وأولوية الهوية والمصالح والسيادة الوطنية، هي ركائز الوجود والكرامة والرفاه والسيادة العراقية، وهي ما تجهض المؤامرات مهما تعاظمت وتغوّلت.
المجد لمقام العراق، والعزة لقامة شعبه.