خلال مشاركته في ملتقى الرافدين، الدكتور العبادي يدعو إلى ضرورة الحوار من أجل سير العملية السياسية
رئاسة النصر

خلال مشاركته في ملتقى الرافدين، الدكتور العبادي يدعو إلى ضرورة الحوار من أجل سير العملية السياسية

دعا رئيس ائتلاف النصر الدكتور حيدر العبادي خلال مشاركته في ملتقى الرافدين بنسخته للعام الحالي، إلى ضرورة الحوار الذي يجمع كل الفرقاء السياسيين من أجل سير العملية السياسية.

وقال العبادي: "لا يمكن بناء الدولة والمضي في تسيير الحياة السياسية من دون حوار بين الكتل على أساس المصلحة العامة، وليست الخاصة".

وأوضح العبادي أن المشكلة ليست في اختيار الأكثرية أو التوافيقة كأسلوب لإدارة الدولة، بل تكمن في عدم تقديم مصلحة الناس والوطن؛ لذا فإن الحوار أو الصراع الذي يهدف لضمان مغانم الكتل السياسية فقط وليس حل مشاكل الناس والدولة، سيؤدي إلى خسارة ثقة الشعب بالعملية السياسية برمتها، وهذه خسارة جوهرية.

وطالب الدكتور العبادي السياسيين أن يكونوا واضحين أمام الناس، وأن يمتلكوا الشجاعة لتغيير آرائهم ومواقفهم علناً إذا اقتضت المصلحة العامة للدولة.

وفي حديثه عن مستجدات العملية السياسية، أكد العبادي أنه لم يوقّع على وثيقة "الإتفاق السياسي" ولم يخول أحداً بالتوقيع عنه، وهو في الوقت ذاته لم يرفضها كلها، لكنه رفض بشكل تام كل ما تضمنته من أمور ليست من حق القادة السياسيين التصرف بها. وذكر العبادي أنه في عام 2014 ومن أجل التصويت على حكومته، تلقى عرضاً احتوى ما تضمنته وثيقة اليوم، لكنه رفضه؛ لأنه لا يملك حق التصرف وتجاوز سياقات الدولة والحكومة.

كما أكد العبادي أن صراع المصالح اليوم ليس داخل بيت واحد، محذراً من الانجرار وراء الاقتتال الداخلي الذي سيحرق الجميع. وشدد على أن التيار الصدري هو جزء مهم من العملية السياسية، وله جمهور كبير، ومن يتصور أنه يمكن تغييبه فهو مخطئ ولا يعي الواقع. في المقابل، دعا الدكتور العبادي السيد مقتدى الصدر إلى الانخراط في الحوار السياسي وتجاوز الاختلافات؛ لأن البلد لا يمكنه العبور إلى بر الأمان إلا بالتعاون.

وفي معرض رده على سؤال حول امكانية توليه رئاسة الحكومة، رد الدكتور العبادي: "لا طموح لي في رئاسة الوزراء، ويشهد على ذلك ما فعلته عام 2018، حين لم أسخر قدرات الدولة لحملتي الانتخابية، حتى إني منعت القوات الأمنية من الترويج لي، ولم أعقد صفقات سياسية على حساب الدولة. أرى ضرورة أن تركز الحكومة المقبلة على حماية البلد، ومنعه من الانزلاق إلى الاقتتال الداخلي".

وشدد الدكتور العبادي على أهمية دور الحركات الاجتماعية في الإصلاح السياسي، قائلاً أنه لا يجوز اتهام التشرينيين والنظر إلى أعدادهم وتقييمها، بل يجب النظر إلى مطالبهم، فهؤلاء الشباب الحريصون هم مَن يقودوا المستقبل؛ وهنا تظهر مسؤوليتنا في احتوائهم. كما عبر العبادي عن إيمانه بقدرة المظاهرات في إصلاح الدولة والضغط على السياسيين، لكنه حذر من المطالبة بإسقاط كل النظام دون بديل، من قبل الذين يتجهون نحو الصدام فقط؛ لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى يتأسد فيها الفاسد ومَن يملك السلاح، ولن تجد عامة الناس مَن يدافع عن حقوقها.