أفلح من ترحم على أيام العبادي
كتب عنا

أفلح من ترحم على أيام العبادي

حيدر العمري

مضى الدكتور حيدر العبادي طاهر الثواب، لم تبق محاولة لتمتين الدولة، ورتق فتوقها، وإصلاح خرابها إلا وإستخدمها!

دخل بجلبابه ورحالته وخرج بهما، تسلم عراقاً ممزقاً ثلثه محتل، وثلثه الآخر جائع، وثلثه الثالث ضائع بين الفساد والفساد، والتبعية المقيتة التي أضاعت هويته، وطمست معالمها!

فتح العبادي خزائن العراق فوجدها خاوية إلا من بقية مال نساه المالكي، أو لم يسعفه الوقت لنهبه! أما الجيش فكان مكسوراً مدحوراً منكوباً، قادته فروا قبل جنوده، وتحول من سياج يحمي أهل العراق الى جنرالات ينهبون ثم يهربون بالجمل بما حمل!

عمل العبادي بهدوء وغادر منصبه بصمت أكثر بلاغة من خطب قس بن ساعدة الإيادي!

حاول الرجل ان يلملم أشلاء العراق فنجح في لملمة ما يمكن لملمته، وبدل من أن يسلم الخزائن خاوية عاد وملأها بوفرة مالية مصدرها الترشيد وإيقاف الهدر، ومحاولات ترشيق الدولة وتزييت ماكنتها الإدارية والإقتصادية، وإزالة الترهلات التي حولت السمنة الى إنتفاخات ورمية خبيثة!

يحق لنا اليوم أن نقارن سنوات العبادي بما سبقها ولحقها لنحكم على الرجل إن كان قد نجح في الإمساك بمقود الإصلاح، أم إنه قد قاد سفينة العراق الى المجهول كما يزعم خصومه؟

كانت أسعار النفط في أدنى مستوياتها يوم إستلم العبادي رئاسة الحكومة، وكان المجهود الحربي يأكل نصف الموازنة المتهالكة والمثقلة بأعباء النفاق الهائل الذي ورثه الرجل عن أسلافه، وفوق ذلك كان هناك من يضع العصي في عجلات الحكومة، بل وهناك من يمارس لعبة جر الحبل مع العبادي فيبذل كل ما يملك من جهد ومجهود لجر الدولة الى الخلف!

وسط كل تلك التحديات نجح العبادي في أن يخطو خطوات ناجحة، وأثبت مهارة لافتة في إدارة الدولة بنزاهة وكفاءة وحذاقة غير آبه بنقيق الضفادع وفحيح الأفاعي التي خرجت مجتمعة من مستنقعات التآمر اللاسنة.

أفلح من إستذكر عهد العبادي بالحسرة والترحم!

 

http://iqnews.online/2020/03/29/%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%ad-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%ad%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a/