في مثل هذا اليوم "29 حزيران 2014" أعلن تنظيم داعش قيام دولته المشؤومة في الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، وعيّن "خليفة" لها.

إنها ذكرى أكبر كارثة ألمّت بنا كشعب ودولة، وعلينا استذكارها بألم وعبرة كي لا يُعيد التاريخ فعلته السوداء. فقد دنس الإرهاب العرض والأرض، وأزهق آلاف الأرواح، وأدى إلى نزوح الملايين، وتسبب بجرح وطني غائر.

إنّ الدول لا تقوم وتُدار اعتباطاً، وليس لها إلا الهزائم والكوارث إن فارقت الحكم الرشيد والإدارة المسؤولة والتضامن الوطني، وما قيام "دولة الخرافة" في مثل هذا اليوم إلا نتيجة للفشل بقيادة الدولة وأداء مهام الحكم وتواضع القدرة على الإستجابة للتحديات السياسية والأمنية والإقتصادية التي تواجه الدولة. ولم تكن للمؤامرات الداخلية والخارجية لتنجح لولا سوء الإدارة والفساد وتشظي القرار وتضارب أجندات قوى الدولة.

لقد دفع العراق لتحويل الهزيمة إلى نصر، ولسحق الوليد الأسود "دولة الخرافة"، دفع أعز ما يملك من أرواح وأعراض وموارد، وعلينا أن لا نسمح بتكرار عوامل الهزائم.

لتبقى الدولة وتتطور، تحتاج إلى حكم وطني نزيه وقوي وفعّال، وإلى قوى دولة مسؤولة ووطنية تخدم المواطن لا نفسها، وإلى تضامن مجتمعي متعال عن النعرات، وإلا سيستنسخ التاريخ نفسه.